الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة رياضة جديدة إسمها الـ«Boxing Foot»

نشر في  01 مارس 2018  (13:17)

لا يمكن فهم أي حدث أو ظاهرة في تونس بمعزل عن التسيب العام الذي تعيشه بلادنا.. وقبل الخوض في أسباب «البربرية» و«الحروب» فوق الميادين اليوم لابدّ من التذكير بأنّ الحكام في كرة القدم كانـوا ـ عامة ـ محايدين ونزهاء منذ الاستقلال إلى أن صار بعض ذوي النفوذ من أقرباء الرئيس بن علي يضغطون على بعض الحكام حتى يفوز فريقهم بالبطولة أو بالكأس وقد تواطأ بعض الحكام مع هذه الشخصيات كما أن وسائل الإعلام التي لم تتصد ولو نسبيا للمهازل والمظالم التحكيمية.. لكن رغم الظلم والقهر لم نشاهد الهمجية والعنف اللذين غزوا الملاعب التونسية اليوم...
ان المباريات التي لا تنتهي بالعنف وتجريم الحكام أصبحت ظواهر نادرة في حين أصبحنا نؤسس لرياضة جديدة يمكن اطلاق اسم جديد عليها Boxing Foot... فما هي أسبابها؟
أول الأسباب هو التسيب العام الذي تمرّ به بلادنا والذي يسمح بعدم احترام القانون وقوانين اللعبة لإتيان تصرفات غريبة مثل بناء جدار من الحجارة على السكك الحديدية أو طرد وزير أو تجاهل قواعد المرور أو انتشار الرشوة أو الإثراء الشخصي أو الحزبي غير المشروع!
في هذا المناخ السلبي لم يتخذ المكتب الجامعي لكرة القدم القرارات الرادعة لإقصاء «المجرمين» من حكام ولاعبين ومشجعين بل سلط عقوبات مالية وكأنّ جامعة كرة القدم أضحت بنكا هدفه التغريم والانتفاع المالي! وهنا لابدّ من التعريج على مسؤولية رئيس الجامعة  الذي لم يكن فعالا ولا صارما ولا رادعا ولا حتى مسؤولا والحال ان الانفلات يزداد تعمّقا والعنف يتربع على العرش! إنّ رئيس الجامعة وكل أعضاء المكتب الجامعي مسؤولون عن الانفلات والكوارث الكروية طالما أنّهم لا يملكون الجرأة الكافية لاتخاذ قرارات صارمة.
اما الحكام فما شهدنا منهم من ضعف شخصية وتردد وأخطاء عن قصد أو دونه أو سلبية عندما يقترب منهم لاعبون محتجون أو يلمسونهم أو يناقشونهم أو لا يحترمون المسافات القانونية أو يموهون أو «يضيعون الوقت» أو يتفوهون بعبارات غير أخلاقية.. وأمّا الحكام فإنّهم بصدد المساهمة في ما يحدث من كوارث، فضعف شخصية الحكم أو ظلمه لبعض الفرق أمر في منتهى الخطورة وكل هذا فضلا عن الخضوع للضغوطات قبل بداية المقابلات و«نصائح» الاصدقاء الذين يريدون التأثير على نتائج المقابلة!
اما المسيرين فمسؤولية عدد هام منهم ثابتة لانهم يخشون النتائج السلبية أو يعيشون ظروفا مالية قاسية ويحرصون على تفادي جنون الأحباء المتشددين أو يريدون الفوز بالألقاب مهما كانت «الضريبة»!
بكل صراحة لقد أصبحت كرة القدم رياضة Boxing Foot والممارسات غير الأخلاقية؟ فهنيئا لنا بهذا الابتكار الذي ليس له مثيل في العالم.

عصام بن مراد